كالعادة: اشتباكات مسلحة بين أبناء تنظيم فتح أثناء فرز أصوات انتخابات اللجنة القيادية لشبيبتها
دحلان: زعيم العصابة الرَّابحة دائما وحركة فتح هي الخاسر الوحيد!!!!
خاص: شبكة فلسطين للحوار.من جديد طفت الخلافات الداخلية الفتحاويَّة على السطح أثناء فرز الأصوات لانتخابات اللجنة القيادية في الشبيبة الفتحاويَّة التَّابعة لذات الحركة، حيث استخدم الفتحاويون السلاح مطلقين النار على بعضهم للتعبير عن اعتراضهم على نتائج الفرز الأوليَّة للانتخابات مما ينمُّ عن ثقافة ديمقوراطية فتحاوية متأصلة ومتجذرةٍ في أنفس أبناء الحركة بشكل واضح أدَّت إلى تدخل الشرطة الفلسطينية بشكل عاجل لفضِّ هذا النِّزاع في العرس الديمقوراطي الفتحاوي الأصيل!!!.
هذه الحادثة لم تكن الأولى في تاريخ الحركة التي اعتاد الشارع الفلسطيني على سماع أنباء الخلافات الداخلية بين أبنائها، فمن قبل كانت خلافات انتخابات "البرايمرز" التي خاضها الفتحاويون فيما بينهم للخروج بقائمتهم المرشحة للانتخابات التشريعية ولكنهم خرجوا على صوت السلاح والقنابل وتقاذف الكراسي بعد أن اشتعلت نار خلافاتهم الداخلية المتأججة وألغيت انتخاباتهم في آخر المطاف واضطرت الحركة إلى تسمية المرشحين بدون إجراء الانتخابات.
وبعد ذلك طفت على السطح فضيحتهم الداخلية الأخرى بعد أن طرحت الحركة قائمتين لدخول الانتخابات التشريعية إحداها تحت مسمى قائمة "حركة فتح" والتي احتوت على الحرس القديم للحركة وأبناء الصف الأول منها، والأخرى تحت مسمى قائمة "المستقبل" والتي ترأسها محمد دحلان والتيار المحسوب عليه والذي ينضوي تحته أغلبية الجيل الصاعد من أبناء الحركة، مما اضطر لجنة الانتخابات المركزية إلى تمديد فترة الترشح حتى تستطيع حركة فتح من دمج قائمتيها وذلك بعد أن دعت حركة المقاومة الإسلامية - حماس الفتحاويين إلى توحيد صفوفهم قبل البدء في الانتخابات، ولكن المضحك في الأمر أن كلتا القائمتين احتوت على اسم الأسير مروان البرغوثي كمرشح ضمن أسماء القائمة!!!!.
يذكر بأن الخلافات الفتحاوية لم تتوقف للحظة واحدة على مدار تاريخ الحركة، ولعل ما وضعها تحت الأضواء هو الخلافات بين العصابات المسماة بالأجهزة الأمنية في السلطة الفلسطينية، حيث ظهرت الشروخ البارزة في بنيان الحركة مع تشكيل جهاز الأمن الوقائي التابع بولائه للمدعو محمد دحلان لفرقة سميت فيما بعد بـ"فرقة الموت" مما حذا بجهاز الاستخبارات التابع بولائه للمدعو موسى عرفات إلى تشكيل فرقة سميت بـ"فرقة الجحيم"، حيث دارت الصراعات الدامية بين أبناء تلك العصابات وتفنن كل طرف بإذلال الطرف الآخر ومحاولة طمسه على الرغم أن كلا الطرفين يعود بالأساس إلى ذات الحركة، ممَّا دفع المدعو دحلان إلى حسم تلك المعركة باستئجاره لأحد القتلة المشهورين حتى يصفي المدعو موسى عرفات فكان له ذلك !!!!!!!!!!!!.
وانتقل المسلسل الانشقاقي بعد ذلك ليكون بين الوقائي التابع لدحلان مرة أخرى، وجهاز "الشرطة" التابع للواء غازي الجبالي من جهة أخرى، حيث قام المدعو دحلان بحسم هذا الخلاف مباشرة بعد أن أرسل أحد عناصر عصابته المشهور بـ"نشَّبت" وعددٍ آخر من أفراد عصابة الوقائي ليقتحموا مكتب "الجبالي" ويقوموا بالاعتداء عليه بالضرب المهين ومن ثم وضع رأسه في المرحاض وأخيرا خطفه أمام أعين أبناء جهاز الشرطة ورميه في منطقة البريج بعد أن تم إذلاله بشكل كبير.
ومن الجدير بالذكر أن أصابع الاتهام كانت تشير إلى المدعو دحلان وعصابة الوقائي في قضية محاولة اغتيال المدعو أحمد اشنيوره (المشهور بـ"طارق أبو رجب") والذي يشغل منصب رئيس جهاز المخابرات الفلسطينية، حيث تعرض لهذه المحاولة أثناء ركوبه للمصعد الخاص به في مقر مبنى المخابرات الشَّهير بـ"السفينة" ولكن الأخير نجا من المحاولة وأصيب بجروح بالغة أدت إلى تنحيته عن منصبه.
أمَّا خلافات الأمس فقد كان أبطالها المدعو دحلان وأحمد حلس "أبو ماهر" عضو المجلس الثوري في الحركة والمعروف باتجاهاته السويَّة وحفاظه على الخط الأصيل للحركة من الانحراف والضياع لا سيما وهو والد شهيد مقاوم، ومن المعلوم للجميع أن دحلان قام قبل عدة سنوات بإرسال أحد مرافقيه بعد إحدى جلسات المجلس التشريعي السابق ليصفع المدعو أبو ماهر أمام بوابة المجلس التشريعي في إهانة واضحة منه لأحد رموز الحركة وأحد ممثلي الصف الأول من قيادييها، ممَّا أجج حدَّة الخلافات بين الطرفين وقسَّم الحركة إلى عدد من التشعبات المتناحرة فيما بينها تحت مسمى "شبيبة دحلان" و"شبيبة الشجاعية".
يذكر أن تنظيم حركة فتح مفكك للغاية لدرجة أن كل إقليم يعد منفصلا عن باقي الأقاليم، وأن خلافاتهم الداخلية مبنية على أسس شخصية بحتة، وأن كلاًّ من أقطاب الحركة يمتلك عصابة خاصة به يسعى من خلالها أن يسيطر على الحركة وأن يوجه دفتها على حسب أهوائه، وأن كافة الأطراف الفتحاوية غير معنية بتحقيق أهداف الحركة أو توحيد صفوفها، وأنهم جميعا يسعون إلى نيل الرِّضا الصهيوني والأمريكي.
من هنا نثير عددًا من التساؤلات أن كيف لحركة متفككة مثل حركة "فتح" أن تدخل في حوار وطني (ناجح) مع حركة حماس؟؟ وكيف سيكون تأثير التيار الدحلاني على الحوار وهو التيَّار الذي عُرف دائما بمحاولة فرض رأيه على الآخرين بالقوة؟؟ وهل من المعقول أن تُحيِّد الحركة هذه العصابة التي تعرفها حتى تستطيع إعلاء المصالح الوطنية والتخلص من المصالح الشخصية والفئوية؟؟ وأخيرًا هل ستأتي لحظة الانفجار الأكبر بين التيارات الفتحاوية المتناحرة؟؟!!!.