abo_al9asam
عدد الرسائل : 143 راية الدوله : تاريخ التسجيل : 27/06/2008
| موضوع: مصر.. هل ارتدي الرهبان الأقباط زي المحاربين؟ الإثنين يونيو 30, 2008 3:24 pm | |
| مصر.. هل ارتدي الرهبان الأقباط زي المحاربين؟! شريف الدواخلي مظاهرات قبطية بسبب أزمة دير أبو فاناالقاهرة – إذا كانت أدبيات الكنيسة القبطية تؤكد أن الرهبنة لابد لها من توافر ثلاثة شروط، وهي: اعتزال العالم للتعبد، ونذر التبتل للرب، واختيار حياة الزهد، فإن ذلك كان كفيلا بإثارة التساؤلات على الساحة المصرية حول أسباب حمل رهبان دير أبو فانا جنوبي مصر للسلاح؛ إثر نزاع على قطعة أرض مؤخرا. ولم تتوقف التساؤلات عند هذا الحد، بل تعدته إلى إشكاليات أخرى من قبيل: هل تستقوي الكنيسة القبطية بالرهبان، فأصبحوا يشكلون دولة داخل الدولة؟ وهل تحولت الأديرة التي يقيمون بها إلى مخازن للسلاح؟ ولماذا تتمسك الكنيسة بتوسيع مساحة الأديرة التي يفترض أنها مجرد أماكن تعبد، وتصر على التصعيد وعدم الاعتراف بقرارات اللجنة الحكومية المكلفة بتحديد ملكية الأرض المجاورة لدير أبو فانا؟وفيما تنفي الكنيسة وجود أسلحة بالأديرة، تؤكد شخصيات قبطية معارضة لها أن دور الرهبان في عهد البابا الحالي شنودة الثالث "تجاوز" التعبد والتبتل، وأنه لا حاجة للتوسع في مساحة الأديرة وتحويلها من دور عبادة إلى ما يشبه "مشاريع إسكان للشباب".ووقع اشتباك مسلح يوم 31 من مايو الماضي بين رهبان دير أبو فانا بمحافظة المنيا وبين مسلحين من الأعراب المنتشرين بالصحراء المجاورة، على خلفية رغبة مسئولي الدير في زيادة مساحته؛ مما أسفر عن مقتل مسلم من الأعراب برصاص اثنين من الرهبان تجري النيابة تحقيقاتها معهما حاليا حول هذه الواقعة، فضلا عن إصابة 5 رهبان على الأقل بجروح.سلاح الرهبان وفي تعليقه على تحقيقات النيابة مع هذين الراهبين، ينفي القمص صليب متى ساويرس وكيل المجلس الملي بالكنيسة القبطية (برلمان العلمانيين)، في تصريح لشبكة "إسلام أون لاين.نت"، وجود أسلحة بالأديرة في مصر بوجه عام، وقال: "سلاح الرهبان هو الإنجيل فقط".أكرم حبيب الباحث القبطي ومدير تحرير مجلة "مدارس الأحد" يرى في المقابل أن "الرهبنة في عهد البابا شنودة خرجت من عباءة الزهد لتصل لمرحلة خطيرة للغاية، وهي حمل الرهبان للسلاح".وفي تصريح لـ"إسلام أون لاين.نت" يتساءل حبيب قائلا: "كيف يكون الراهب محاربًا؟!"، ويضيف: "الغريب أن الكنيسة تؤيده في عدوانه على حق الدولة (في أبو فانا)، بل وصل الأمر أن أصدر البابا قرارًا بمقاطعة محافظ المنيا؛ لأنه لم يحكم لصالح الكنيسة".ويرغب مسئولو دير أبو فانا في إجراء توسعات على الدير، رغم أن مساحته شاسعة أصلا تتجاوز أكثر من 600 فدان، ولا يقيم به أكثر من 40 فردا تقريبا، في حين أن زمام قرى قصر هور والعزب المجاورة لا يتعدى إجمالا 1100 فدان فقط.وعن ذلك، يرى القمص متى ساويرس أن "مسألة حاجة الدير للتوسيع لا يجب أن تثير أزمة؛ فالأرض فضاء، فلماذا لا تأخذها الكنيسة ممثلة في الدير؟ أليس الدير منشأة كنسية والكنيسة مؤسسة لها شخصية اعتبارية؟!".وأبدت قيادات بالكنيسة عدم اعترافها باللجنة التي شكلها محافظ المنيا لتحديد ملكية الأرض وترسيم حدود الدير، فيما نفذ كهنة ورهبان الدير اعتصاما داخليا؛ احتجاجًا على قرارات اللجنة ولمنع تنفيذ قرارات إزالة أشغال تابعة للدير اتخذتها اللجنة، وقاموا الأسبوع الماضي بقطع طريق الدير بالحجارة وجذوع النخيل دون أن يتعرض لهم أحد.كما أصدر المجمع المقدس (أعلى سلطة كنسية) الأسبوع الماضي بيانا شديد اللهجة يطرح ستة مطالب على الرئيس حسني مبارك؛ لتحقيق ما يُسمى بالأمان للأقباط، بسبب ما وصفه بـ"الاعتداءات الغاشمة" من قبل المسلمين على الرهبان العزل، وعلى رأس هذه المطالب الإفراج عن رهبان دير أبو فانا "المحتجزين دون وجه حق"، والمتهمين بقتل مسلم، علاوة على طلب تعويض عما أسموه التلفيات والمسروقات التي أصابت منشآت في الدير ومنقولاته.هيبة الدولة ويلفت المفكر القبطي جمال أسعد إلى أنه بصرف النظر عن حاجة دير أبو فانا فعليا للتوسع من عدمها، فإن "الكنيسة ارتكزت على ضعف الدولة لتوسعة مساحة الدير قسرًا مع تجاهل سيادة القانون وسلطة الدولة والادعاء بأن الحادث طائفي؛ لتضغط على الدولة للحصول على بعض المكاسب ملوحة بعصا أقباط المهجر الذين بدءوا حملات التشويه لمصر" في مظاهراتهم الأخيرة التي بدأت يوم السبت الماضي، بدعوى الاحتجاج على اضطهاد الأقباط.ويؤكد بدورهم العديد من أهالي محافظة المنيا لـ"إسلام أون لاين.نت"، أن العربان المقيمين بالتخوم الصحراوية المجاورة لمدن وفي المحافظة اعتادوا على طلب ما يشبه الإتاوات من الأشخاص أو الجهات الذين يشيدون مباني جديدة في تخوم الصحراء التي يعتبرونها ملكا لهم.ويضيفون للتدليل على عدم وجود بعد طائفي للحادث أنه لو كان الأمر يتعلق ببناء مسجد لا كنيسة أو دير في الصحراء لبادر العربان أيضا للتصدي له ما لم يحصلوا على مقابل مادي.وبوجه عام، يرى جمال أسعد أن "الكنيسة تسعى لتقوية شوكتها بزيادة عدد الأديرة والرهبان في مصر وكأنها دولة داخل دولة، رغم أن الرهبنة بالأساس لا علاقة لها بالمسيحية".ويوضح رؤيته قائلا: "الرهبنة حركة شعبية، اختيار شخص جاء في القرن الرابع الميلادي ويدعى أنطونيوس، تصور أنه لابد أن يعيش بطريقة معينة، ترك العالم وذهب لمكان معين، بعدها تطورت الرهبنة، ووضع الرهبان قوانين خاصة بهم؛ الإنجيل بريء منها تمامًا مثل أن الراهب يموت عن العالم ولا يرث ولا يورث لأنه يهب حياته كلها للرب"."كما أن الرهبنة -يضيف أسعد- لا علاقة لها بالكهنوت؛ فالرتب الكهنوتية بنص المسيحية هي: الشماس- القسيس- القمص- البطريرك، أما الراهب فلا يعتبر رتبة كهنوتية".طفرة غير مسبوقة ويقر القمص متى ساويرس في تصريحه لـ"إسلام أون لاين.نت" أن عهد البابا شنودة الثالث شهد "طفرة غير مسبوقة في تنمية الأديرة، فحول العشرات منها، والتي كانت أطلالا شبه مهدمة، لمجتمعات متكاملة مثل دير السريان ومار مينا والأنبا بيشوي".ويضيف أن الأديرة الموجودة بمصر "لم تعد تقتصر على الصلاة والتعبد فحسب، بل تحولت لقلاع صناعية وزراعية، علاوة على كونها مزارًا للسياح، فلم يعد الرهبان مثل قديم الزمان مجرد أشخاص عاديين تركوا العالم واتجهوا للعزلة، ولكن انضم إليهم العلماء والأطباء والمهندسون، علاوة على مئات الشباب الذي يذهبون سنويًا للأديرة"، ويصف هذا التطور بـ"الإيجابي".ويعد البابا شنودة أول بابا قبطي أسس أديرة قبطية للرهبنة خارج مصر، وكان أول دير أسسه هو دير الأنبا أنطونيوس بولاية كاليفورنيا، ثم دير "كريلفياخ" بألمانيا، ودير "ملبورن" بأستراليا.ويكشف مصدر قبطي كنسي مطلع لـ"إسلام أون لاين.نت" أن "عدد الأديرة والرهبان في عهد البابا شنودة تضاعف عما سبق، ليصل لحوالي ثلاثين ديرًا في شمال مصر وجنوبها، علاوة على زيادة أعداد الرهبان وكذلك الراهبات، ليتجاوز حاليا الألف راهب وراهبة".وبرز في العقد الأخير توجه واضح للكنيسة القبطية نحو اجتذاب المزيد من الشباب خصوصًا العاطلين للإقامة في الأديرة؛ حيث توفر لهم كافة سبل الراحة والحياة الرغدة في ظل البطالة الحالية وارتفاع الأسعار، بحسب المصدر نفسه.ويعلق المفكر القبطي كمال غبريال على هذا التوجه بالقول: "الأديرة في عهد البابا شنودة أصبحت فنادق خمس نجوم، والكنيسة أوجدت اهتماما شعبيا متزايدا بالرهبنة حتى إن عظات البابا الأسبوعية لا تخل من سؤال أو أكثر من الحضور حول كيفية انضمام الشباب الصغير للأديرة والترويج لحياة الرهبنة باعتبارها الطريق للجنة والتقرب من القديسين والأساقفة، والزعم أن الراهب البتول أفضل عند الرب من المتزوج".وتعد الأديرة من أكثر الأماكن التي اعتاد البابا شنودة أن يستقل بها بنفسه؛ للضغط على الدولة في حال وقوع أزمات، لتنفذ ما يريد مثلما فعل في واقعة إسلام "وفاء قسطنطين" قبل عامين؛ حيث استجابت الدولة له وأعادتها للكنيسة، بحسب مراقبين. | |
|