نشأة حماس(عرض موجز)
فى
صيف 1985 اتخذت قيادة الإخوان المسلمين فى فلسطين قرارا بدعوة كافة
عناصرها فى كافة الأماكن بالدعوة إلى المظاهرات والصدام مع العدو الصهيونى
وإثارة الجماهير وتهيئة الفرص الملائمة للقيام بعملية نهوض جماعى جماهيرى
والتهيئة لمشروع الجهاد الحماسى.
وجاءت اللحظة المناسبة فى أحداث ديسمبر 1985 وأعلن الإخوان عن بيانهم
الأول مشروعهم الجهادى تحت اسم حركة المقاومة الإسلامية ( حماس)
وتم توزيع هذا البيان فى غزة يومى 11-12/ ديسمبر 1987
وفى الضفة يومى 14-15/ديسمبر 1987 وذلك بقيادة احمد ياسين كأب روحى وصلاح شحادة كأول رئيس للجناح العسكرى لكتائب القسام...
وأطلق البيان تسمية الانتفاضة على التظاهرات الجماهيرية التى حدثت وقتها.
هذا وقد نظمت حماس اللجان والأجهزة الخاصة باليات الانتفاضة وتطوريها بالإضافة إلى العمليات المسلحة والتفجيرات الاستشهادية.
ثم أعلنوا بعد ذلك تفاصيل المشروع الجهادى فى أغسطس 1988 بإصدارهم
ميثاق حماس وإعلانه على الملأ...
"حماس"
هو الاسم المختصرلـ"حركةالمقاومة الإسلامية"، وهي حركة مقاومة شعبية وطنية
تعمل على توفير الظروف الملائمةلتحقيق تحرر الشعب الفلسطيني وخلاصه من
الظلم وتحرير أرضه من الاحتلال الغاصب ،والتصدي للمشروع الصهيوني المدعوم
من قبل قوى الاستعمار الحديث .
وحركة "حماس" حركة جهادية بالمعنى
الواسع لمفهوم الجهاد،وهي جزء من حركة النهضةالإسلامية، تؤمن أن هذه
النهضة هي المدخل الأساسي لتحرير فلسطين من النهر إلىالبحر، وهي حركة
شعبية إذ أنها تعبير عملي عن تيار شعبي واسع ومتجذر في صفوفأبناء الشعب
الفلسطيني والأمة الإسلامية يرى في العقيدة والمنطلقات الإسلامية
أساساًثابتاً للعمل ضد عدو يحمل منطلقات عقائدية ومشروعاً مضاداً لكل
مشاريع النهوض فيالأمة، وتضم حركة "حماس" في صفوفها كل المؤمنين بأفكارها
ومبادئها المستعدين لتحملتبعات الصراع ومواجهة المشروعالصهيوني.
هذا وقد
وزعت
حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بيانها التأسيسي في 15كانونالأول /ديسمبر
1987، إلا أن نشأة الحركة تعود في جذورها إلى الأربعينات من هذاالقرن، فهي
امتداد لحركة الإخوان المسلمين، وقبل الإعلان عن الحركة استخدم
الإخوانالمسلمون أسماء أخرى للتعبير عن مواقفهم السياسية تجاه القضية
الفلسطينية منها "المرابطون على أرض الإسراء" و"حركة الكفاح الإسلامي"
وغيرها.
نشأت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" نتيجة تفاعل
عوامل عدةعايشها الشعب الفلسطيني منذ النكبة الأولى عام 1948 بشكل عام،
وهزيمة عام 1967 بشكلخاص وتتفرع هذه العوامل عن عاملين أساسيين هما :
التطورات السياسية للقضيةالفلسطينية وما آلت إليه حتى نهاية عام1987،
وتطور الصحوة الإسلامية في فلسطين وماوصلت إليه في منتصف الثمانينات .
شهدت
فلسطين تطوراً واضحاً وملحوظاً فينمو وانتشار الصحوة الإسلامية كغيرها من
الأقطار العربية، الأمر الذي جعل الحركةالإسلامية تنمو وتتطور فكرة
وتنظيماً، في فلسطين المحتلة عام1948، وفي أوساطالتجمعات الفلسطينية في
الشتات وأصبح التيار الإسلامي في فلسطين يدرك أنه يواجهتحدياً عظيماً مرده
أمرين اثنين :
الأول : تراجع القضية الفلسطينية إلىأدنى سلم أولويات الدول العربية .
الثاني : تراجع مشروع الثورة الفلسطينيةمن مواجهة المشروع الصهيوني وإفرازاته إلى موقع التعايش معه وحصر الخلاف في شروطهذا التعايش.
وفي
ظل هذين التراجعين وتراكم الآثار السلبية لسياساتالاحتلال الصهيونية
القمعية الظالمة ضد الشعب الفلسطيني، ونضوج فكرة المقاومة لدىالشعب
الفلسطيني داخل فلسطين وخارجها، كان لا بد من مشروع فلسطيني اسلامي
جهادي،بدأت ملامحه في أسرة الجهاد عام 1981 ومجموعة الشيخ أحمد ياسين عام
1983 وغيرها .
وكان حادث الاعتداء الآثم الذي نفذه سائق
شاحنةصهيوني في 6 كانون الأول/ديسمبر1987، ضد سيارة صغيرة يستقلها عمال
عرب وأدى إلىاستشهاد أربعة منأبناء الشعب الفلسطيني في مخيم جباليا
للاجئين الفلسطينيين،إعلاناً بدخول مرحلة جديدة من جهاد شعبنا الفلسطيني،
فكان الرد بإعلان النفيرالعام. وصدر البيان الأول عن حركة المقاومة
الإسلامية "حماس" يوم الخامس عشر منديسمبر 1987 إيذاناً ببدء مرحلة جديدة
في جهاد الشعب الفلسطيني ضد الاحتلالالصهيوني الغاشم ، وهي مرحلة يمثل
التيار الإسلامي فيها رأس الحربة في المقاومة .
ودخلت
الحركة طوراً جديداً منذ الإعلان عن تأسيس جناحها العسكريكتائب الشهيد عز
الدين القسام في نهاية عام 1991 وقد أخذت نشاطات الجهاز الجديدمنحى
متصاعداً شهدته الأحداث بعد ذلك
اليوم تقف حركة "حماس"
كقوة أولى ( وليست الوحيدة ) في مواجهة المشروع الصهيوني، وهي رغم الحملة
الشاملة المعادية التي تعرضتلها ما زالت القوة الرئيسية التي تحفظ للقضية
الفلسطينية استمرارها وتمنح الشعبالفلسطيني وجميع أبناء الأمة العربية
والإسلامية وأحرار العالم ثقة بإمكانية التصديللمشروع الصهيوني الذي يعيش
منذ بداية التسعينات عصره الذهبي، وأملاً بإمكانيةهزيمته وتدميره بإذن
الله .
حول أجنحة حماس المتعددة
تنقسم حركة حماس إلى أربعة أجنحة مختلفة منفصلة عن بعضها:
1-
الجناح الأول : جناح الأحداث (الجناح الجماهيري) وكان يقوم هذا الجناح
بأعباء العمل الجماهيري والميداني في الانتفاضة الأولى التي اندلعت عام
1987 ، وهو يعمل على التعبئة الجماهيرية وحشد الأنصار والنشيطين لمقارعة
الاحتلال من خلال المواجهات وتفعيل الاضرابات وتنفيذ تعليمات البيانات
التي تصدر عن الحركة ·
2- الجناح الثاني : الجناح الأمني
(كان يسمى في الانتفاضة الأولى مجد) ويقوم هذا الجهاز بجمع المعلومات عن
العملاء والجواسيس وتجار المخدرات ، وجمع المعلومات عن المؤسسات العسكرية
للعدو، وقد نفذ هذا الجهاز عددًا من الأعمال قبل وأثناء الانتفاضة ، كما
حارب مظاهر الفساد من تجارة وترويج الحشيش والمخدرات وبيع الخمور وغيرها ·
وقد تأسس هذا الجناح عام 1983م.
3- الجناح الثالث : الجناح
العسكري (كتائب الشهيد عز الدين القسام) وكان يسمى سابقا (مجاهدو فلسطين)
أو (المجاهدون) · وقد بدأ هذا الجهاز عمله قبل الانتفاضة ، أي منذ عام
1983 ونفذ الكثير من العمليات العسكرية ضد الاحتلال ، شكلت العمليات
الاستشهادية أخطرها على الكيان الصهيوني ·
4- الجناح
الرابع : الجناح السياسي ، ويهتم هذا الجناح بالأنشطة السياسية ، وإصدار
البيانات والنشرات ، والتصريحات الصحفية ، ويعبر عن مواقف الحركة الرسمية
، ويتخذ القرارات السياسية المختلفة ، ويعمل على تطوير العلاقة مع مختلف
القوى السياسية علي الساحة الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية.
ابرز قادتها
يعتمد
إدارة حماس لشئونها على عمل مؤسسى قائم على شورى باركان واضحة
الملامح...ويعد الشيخ "أحمد ياسين" – رحمه الله-أبرز قادة الحركة، فهو
مؤسسها وزعيمها الروحى ومعه مجموعة أخرى من القياديين من أمثال:
"خالد
مشعل"- رئيس المكتب السياسي للحركة ود. "موسى أبو مرزوق"، ود."عبد العزيز
الرنتيسي" ود."محمود الزهار" و"إسماعيل هنية"، والشهداء المهندس "إسماعيل
أبو شنب"، و"صلاح شحادة"، ود."إبراهيم المقادمة"، و"جمال منصور"، و"جمال
سليم".. وغيرهم.
مستقبل حماس
1/ هذه حركة أمة.. وهي لذلك غير مرتبطة بقاءً أو عدمًا برحيل قائد أو استشهاد رمز.
2/:
حركة حماس حركة مؤسسية، لها مكتب سياسي وجهاز عسكري ونشاط اجتماعي وتربوي
ضارب في جذور التربة الفلسطينية، وهي حركة لا يرتبط مصيرها أو مسارها بفرد
أيًّا كان حجمه ودوره.
(ويمكن للراغبين فى التعرف على نشأة حماس
ومواقفها من التسوية السلمية والفصائل الأخرى وموقفها من الديانات الأخرى
وغير ذلك الإطلاع على هذا الرابط
http://www.palestine-info.net/arabic/hamas/who/who.htm)
حماس الإنجازات
استطاعت حماس أن تقدم ما يلى :
1/ تقديم رموز بشرية وإنسانية وجهادية للأمة الإسلامية أمثال الشيخ احمد ياسين والرنتيسى وغيرهما.
2/
صد الخطر اليهودى ( ولنا فيه ستة مقالات ) وتعطيل المشروع الصهيونى أرضك
يا إسرائيل من الفرات إلى النيل والذى كان مخططا تنفيذه وفقا
لبروتوكولاتهم عام 1997.
3/ إبراز القضية الفلسطينية للأمة وصد محاولات اليهود لتهويد القدس
ومسخ هوية فلسطين العربية والإسلامية.
4/صدرت
حماس فكر المقاومة بأسلوب متكامل الأبعاد واضح الملامح للأمة الإسلامية
فكانت نموذج يمكن دراسته والخروج منه بتوصيف جيد للمقاومة تستفيد منه
المقاومة فى أماكن أخر كالعراق أو غيرها.
5/قدمت حماس المعذرة إلى
الله عن تخلف نصرة الأمة لفلسطين وكم جاء فى تصريحات لبعض قادة حماس أننا
لا نريد رجالا لكننا نريد دعما ماديا ومعنويا.
وكم بحت حناجر قوم
بالمقاطعة للمنتجات اليهودية ومن يساعدها حتى استجابت لها بعض رجالات من
الشعوب فى حين خيب آمالهم الحكومات كما هو الشأن دوما.
6/ الكشف عن الوجه الحقيقى لليهود فى فلسطين المحتلة حيث أظهرت أن
اليهود يحكمها الحاخامات أكثر من العلمانيين.
7/ إبقاء جذوة الجهاد مشتعلة في فلسطين ، للحفاظ على (حياة) القضية في نفوس المسلمين.
8/
تصدير خيار المقاومة إلى الفصائل الفلسطينية الأخرى حتى بتنا نرى فتح
وغيرها تنتهج نفس النهج حتى باتت حماس وبقية الفصائل تقوم باستنزاف أمن
واقتصاد المجتمع الصهيوني ، وتحقيق انتصارات كاسحة على هذا الصعيد ، وهذا
الإنجاز يذكر لكل فصائل المقاومة التي التحقت بحماس والجهاد في هذه
الانتفاضة
9/ ذكر بعضهم هذا الإنجاز نذكره بتحفظ لاعتبارات تتعلق بعدم التوثيق:
أسلمة
الشعب الفلسطيني ، ومواجهة الدعوات الوضعية ، والمراقب للساحة الفلسطينية
يلحظ التقدم الهائل للمشروع الإسلامي ، واختراقه للإنسان الفلسطيني ،
والسقوط الذريع لكل الدعوات الأخرى .
إنه لم يعد من الغريب
أن يكتب الاستشهادي من التنظيم الماركسي وصية إسلامية ، وكأن كاتبها أحد
أبناء حماس ! إن هذا هو الإنجاز الأكبر ، لأن تحقيق الإيمان في حياة الناس
الخطوة الأهم والأكبر على طريق النصر ، فإن الله قد تعهد بأن لا تنتصر هذه
الأمة إلا بإيمانها : (يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم) ،
فالخطاب للمؤمنين وليس لغيرهم ، والشرط أن يكون القتال في الله .
10/
الثبات الذى تميزت به حماس فى ظل الضغوط الأمنية اليهودية والأمريكية
والمخابراتية لبعض الدول العربية وتمسكها بخيار المقاومة مع عدم الانجرار
إلى الاقتتال الداخلى الذى خططت له جهات عدة داخلية وخارجية ومحاولة
الحفاظ على وحدة الصف الفلسطينى....كل ذلك إنجاز جيد يذكر لحماس.
11/
ابتكار حماس لطرق ناجعة تقض مضاجع اليهود فى العمليات القتالية مع التنويع
فى تلك العمليات من الحجر إلى السكاكين إلى الرشاشات إلى الهاونات إلى
الصواريخ الأرضية إلى مضادات الدبابات كل ذلك يبشر بان لدى حماس إمكانيات
يمكن استغلالها مستقبلا سوف تصب فى صالح خيار المقاومة...
وكم أرجو أن يأتى وقت تصنع فيه حماس صواريخ مضادة للطائرات حتى تقطع ذراع اليهود ولعله أن يكون قريبا بإذن الله.
12/ ولحماس دور إنسانى إغاثى داخل المجتمع الفلسطيني يلمس أثره من يعيش داخل فلسطين لولا أن يكابر المكابرون.
فى النهاية
هذا
بعض من كل أردنا به أن نذكر الفضل لحماس بهدف الدفاع عنهم ضد محاولات
التشوية المستمرة ليل نهار سواء من الداخل أو من الخارج..ولعل الله يهيىء
لها ولجميع حركات المقاومة أمر رشد يطرد به اليهود من فلسطين ولعله أن
يكون قريبا بإذن الله.
وحتى نلتقى مع دراسة موثقة عن خطر اليهود فى
المنطقة اسأل الله أن يعين المخلصين من أمتنا على الجهاد وان يتقبل
شهداءنا عسى أن يلحقنا الله بهم